الرئيسية » مقالات وتقارير »
 

​الفيــــل الأبيــض

 

عمر توفيق اقنيبي*

يوجد لكل واحد منا فيله الأبيض الخاص به بداخله أو تم اعطاؤه إياه، وستكون الحكمة في تحديده ومعرفته والتخلص منه في أقرب وقت ممكن.

ولكي تصلك الفكرة بشكل أسرع ، استعرض عليك  بعض أشهر الأمثلة على الفيلة البيضاء حول العالم:

الملاعب المهجورة في اليونان والبرازيل، ومبنى "إمباير ستيت"، وديترويت بيبول موفر – الولايات المتحدة، وجسر روسكي – روسيا، وغيرها الكثير من المشاريع القائمة سواء خاصة أو حكومية لدينا دون أي مردود أو عائد.

دعونا في بادئ الأمر أن نتعرف على قصة الفيل الأبيض، فكما هو معروف بتراث دولة تايلاند قديماً بأن الفيل الأبيض نوع خاص، فهو ملك للملك بحكم القانون، مزيج من اللون البني. حيث إعتاد الملك إهداء فيل أبيض لأعضاء حاشيته الذين يرغب في تدميرهم والتخلص منهم، إذ أن تكاليف رعاية هذا الحيوان الباهظة من مسكن وغذاء بكميات رهيبة، وبهذا يضمن صعوبة معيشتهم وأحوالهم في الوقت الذي لا يمكنهم فيه التخلص منه لكونه هدية الملك الذي وجب عليهم احترامه وتقدير هديته. 

والفيل الأبيض مصطلح في مجال التنمية الاقتصادية يشير إلى المشاريع الخيالية غير المدروسة وذات التكلفة العالية دون مردود يذكر، ولا تحقق فوائد أو وعوائد مجزية على أرض الواقع سواء كانت مشاريع حكومية أو للقطاع الخاص.

 حيث هذه المشاريع في بداية الأمر، تظهر كأنها كمشاريع ضخمة تهدف إلى تطوير الأعمال، ولكن خلال رحلة هذا المشروع، تحدث بعض الظروف والأشياء تؤدي إلى ارهاق المنظمة وعدم تحقيق المردود والعائد.

ولغايات إنهاء هذه المعضلة التي تواجه منظمات الأعمال يجب أولاً أن نتعرف على أثار اقدام الفيل الأبيض وأهمها:

وجود أهداف غير واضحة وتتغير طوال الوقت خلال فترة تنفيذ المشروع .
تغيير المواصفات أثناء التنفيذ، وبالتالي تضخم الميزانيات وتأخرها في إنجاز المطلوب.
طريقة التشغيل في كل صناعة تعتبر من أهم المسببات التي تجعل المنظمة تعتنق مصطلح (الفيل الأبيض).

وتبعيات هذا المصطلح (الفيل الأبيض) يولد نتائج سلبية تكاد تكون مدمرة لمنظمات الأعمال نذكر منها:

أولاً: تمييع قدرتها التنافسية إذ لا تستطيع مواكبة السوق.

ثانياً: تفويت فرص الايرادات المفروض أن تحققها وتقتصنها منظمات الأعمال.

ثالثاُ: تسبب ضغطاً طويل الأمد على كامل المنظمة.

إذن، ماذا نفعل نحن كمنظمات أعمال لتجنب الوقوع في هذا الفخ؟

يجب الادارك أولاً بأنه لا توجد منظمة محصنة ضد الأفيال البيضاء، ويجب التركيز بوضوح على الأهداف الموضوعة والعمل على تنفيذها  بشكل مدروس مع تجنب هذا الخطر الدائم (الفيل الأبيض).

وثانياً، يجب اعتماد ممارسات تشغيلية على مستوى المنظمة من أجل تقليل تكاليف الدخل، والصيانة، واختبار المنتجات وتحسينها لضمان توافقها مع احتياجات العميل الفعلية.

وأخيراً تطوير المنتج بالدقة والسرعة المناسبة .

خلاصة الأمر،

لديك مشروع قائم أو تعمل في بدء مشروع جديد، يجب عليك التركيز على أهداف هذا المشروع، وكيفية تحقيق هذه الأهداف وتجنب الوقوع في فخ (الفيل الأبيض) مع المرونة الكافية في كافة مراحل المشروع سواء كان قائماً أم  جديداً.

 

*مدير البرايم في الخليل/ بنك القدس