الواقع الحالي وتحديات المستقبل
(Digital Transformation)
بقلم: ماهر "محمد غازي" التيتي*
التحول الرقمي يعني الانتقال والتحول من الطريقة التقليدية في إدخال البيانات ومعالجتها بطريقة يدوية إلى التعامل مع هذه البيانات باستخدام التكنولوجيا الرقمية في كافة مجالات الأعمال الخاصة بالمؤسسة، وبطبيعة الحال فإن ذلك يتطلب من المؤسسات كافة التي ترغب بالتوجه إلى هذه التقنية أن تقوم بإعادة تصميم وهيكلة عملياتها بما يناسب ومتطلبات هذه العملية.
هذا يجب أن تتم عملية التحول الرقمي ضمن استراتيجية شاملة وممنهجة مدعمة بأسس تكنولوجية متطورة ويتم وضعها من قبل خبراء واستشاريين متخصصين في هذا المجال، بما يضمن الانتقال السليم والآمن لهذه العملية وبما يضمن نجاحها وعدم تعثرها.
وبالتالي فإن ذلك يقودنا إلى سؤال مهم لمعرفة ما هي المتطلبات اللازمة لعملية التحول الرقمي:
ولكون التكنولوجيا تلعب دوراً مهماً في قدرة الشركات على التطور والتعاطي مع آخر ما توصل إليه علم تكنولوجيا المعلومات، حتى أصبحت من أهم / أو أهم ميزة تنافسية يمكن كسبها وتحقيقها في هذا المجال، وهذا يستدعي من كافة الرؤساء والمسؤولين وكل من يعمل في التخطيط الاستراتيجي في المؤسسة الاستعداد لهذه المرحلة والعمل على قيادة مؤسستهم نحو القمة باستخدام وتطبيق آليات التحول الرقمي بطريقة أكثر ذكاءً وأكثر تحدياً.
لماذا التحول الرقمي؟
لأن عملية التحول الرقمي أصبحت تعتبر قضية بقاء (to be or not to be)، إذا لم تلحق بالركب فسيفوتك القطار وتخرج من السوق، يجب عليك أن تفكر بمنافسيك (Benchmarking)، وأن تدرك تماماً بأن التحول الرقمي سيحسن أرباحك بالفعل، وسيوفر عليك الكثير من الوقت والجهد. توقع أن تقابل عميلك ويقول لك شكراً، أنت بذلك قد وصلت إلى أعلى المستويات لنيل رضى العملاء (Customer Satisfaction).
ما هي تقنيات التحول الرقمي الأكثر شيوعاً؟
التحول الرقمي في مجال الخدمات المالية والمصرفية:
ازداد التحول الرقمي في مجال الخدمات المالية والمصرفية بشكل كبير، وتعرضت الصناعة المصرفية للعديد من التحديات الرقمية والتكنولوجية والتي فرضت واقعاً أمام المؤسسات المالية والمصارف لكي تتعامل وبشكل سريع مع كافة التطورات التكنولوجية بهذا الخصوص. لقد فهمت المؤسسات المالية والمصارف قواعد اللعبة جيداً، باختصار "أكون أو لا أكون"، إذا لم تلحق بالركب فسيفوتك القطار.
التحول الرقمي أدى أيضاً إلى تطور الخدمات الإلكترونية الرقمية المقدمة عن طريق الموبايل والتطبيقات الإلكترونية الأخرى وتعددت أشكالها وميزاتها، وباتت ميزة تنافسية لدى العديد من المصارف، واكب ذلك حدوث ثورة في مجال التحول في طريقة التعامل بالنقد الملموس إلى التعامل بالوسائل اللا تلامسية مثل المحفظة الإلكترونية والتداول بالعملات الافتراضية، واستخدام البطاقات ووسائل الدفع اللا تلامسية، وتعددت أشكال أجهزة الصراف الآلي، فمنها الاعتيادي ومنها التفاعلي، ومنها ما هو متطور بتقديم خدمات إلكترونية عديدة (Kiosks)، ومنها ما هو معد خصيصاً لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة، كما تعددت الخدمات المصرفية المقدمة من خلال هذه الأجهزة حيث أصبحت خدمة الإيداع النقدي المباشر وخدمة إيداع الشيكات والحصول على قرض فوري وتقديم الطلبات ... الخ، كل هذه الخدمات وغيرها أصبحت الآن متوفرة على أجهزة الصراف الآلي، بالإضافة إلى العديد من التقنيات الجديدة مثل بلوك تشين (Block Chain) وتقنيات (Peer to Peer) للدفع المباشر، بالإضافة إلى التنافس القوي في مجال تقديم الخدمات الإلكترونية المتنوعة والذي أدى إلى شيوع ما يسمى بالبنوك الافتراضية.
ما هي فوائد التحول الرقمي؟
مما لا شك فيه فإن التحول الرقمي له فوائد عديدة، وفيما يلي أبرزها:
ولكن هل التحول الرقمي له عيوب أو مشاكل؟
بالتأكيد، فعلى الرغم من الفوائد العظيمة التي نجنيها من عملية التحول الرقمي، فبالمقابل، هناك عيوب للتحول الرقمي، من أهمها:
معوقات التحول الرقمي:
ومما لا شك فيه، فإن هنالك بعض المعوقات التي قد تواجه المؤسسة في عملية التحول الرقمي، والتي من أهمها مقاومة التغيير لنظام وسياسات العمل داخل المؤسسة، وقد تكتشف بعض المؤسسات أحياناً أنها ليست على استعداد للبدء بالتغيير، أو تقبل التغيير، ناهيك فيما إذا كانت هذه المؤسسات تتبع نمطاً روتينياً في العمل والتي لا تتضمن أي مجال للإبداع والتطوير.
كما أن ندرة المواهب وقلة الكفاءات ونقص الخبرات والمهارات الفنية اللازمة وعدم توفر الرغبة والاستعداد للتعاون والمشاركة من قبل أفراد المؤسسة يشكل عائقاً آخر يحول دون إتمام عملية التحويل هذه بطريقة سلسة وبسيطة وناجحة.
* مدير أنظمة المعلومات / بنك القاهرة عمان.
-حائز على شهادة البكالوريوس في علم حاسوب من الجامعة الأردنية عام1986، بالإضافة إلى شهادة الماجستير في إدارة الأعمال (MBA) من جامعة النجاح الوطنية عام 2003.